تأجيل ولادة
أتت زوجتي جنبي
وفي أحشائها طفلي يُناجيني
يريدُ أن يرى الدنيا والكوكبَ الدُّري
هتفتُ: لا، باللهِ لا تخرجْ
سأحكي من حكايتنا كجدتنا
وبعدها فكّرْ إذا في الأمرِ جديّةْ.
“زمان التيهِ ضيعنا
وخِضنا حربَ أهليّةْ
وكان الكلُّ يتعنترْ
يريدُ العرشَ يتصدرْ
فمنهم يحملُ فأسًا
ومنهم يحملُ الخِنجرْ
وكانت حربنا الصُّغرى
وأضرمنا بها النيرانَ كي تكبرْ.
أتى الدجالُ فرّقنا
يميلُ للأخِ الأصغرْ
دعونا جارةً مُثلى
لها قرنانِ تتبخترْ
نهارًا تنطحُ النهدينِ
والليلِ ثرى عطّانْ
وظلت تنطحُ عمرًا
ولم يبقَ لها القرنانْ
وكان ضرعها ملآن
تحلبهُ شيوخُ الجانْ
والباقي مع السجّانْ
سعتْ جلّادها الأصفرْ
“أنا قرنيَّ أتكسّرْ”
أتى الجلّاد بالحيتانْ
وطيرًا من أبابيلَ
ترجمنا كما الأفغان
قريبًا يومها آتٍ
ولو كانت هي العُظمى
ولكن نحن لن نهدأ
مِن حربٍ إلى أخرى
مِن صُغرى إلى كُبرى
ونحن اليوم ذا نسعى
إلى الكوكبِ الأعلى
هناكَ الحربُ يا ابني غدتْ أحلى”
عرفتَ الآن يا ابني
لماذا قُلتُ: لا تخرجْ
فهذي أمتي الصُّغرى
ولو تدري عنِ الكُبرى
سأتلو منها أسفارا:
“بدا الأنصارُ يا ولدي
للعُربِ ليسوا أنصارا
إمارتنا بها شيخٌ
بدا للعُرب جزارا
وأرض الرافدينِ بها
جارٌ يقتلُ جارا
وفي دمشق ثّوارٌ
أبادوا هُناكَ ثّوارا
وفي السودانِ محرقةٌ
وفي ليبيا وفي مصر
يلعنونَ مَنْ ثارا
فماذا تريدُ يا ولدي
مِمَنْ كانوا كُرارا
وباتوا اليوم فُرّارا
وعادوا مثلما أمسوا
حين كانوا كُفّارا
أحمد قاسم العريقي2/7/ 2024م
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي