في مكان سرّيّ، داخل القصر لا يعرفه إلّا مَرَدةُ الجنّ ، اجتمعتِ الملكة مع ابنتها الشابّة و وصيفاتها الستّ لوضع خطّة لبدء العمل و توزيع المهامّ.
اتّجهتِ الأنظار صوْبَ الملكة بانتظار افتتاحها لهذه الجلسة السرّيّة ، و لم يدُمِ الانتظار طويلا حتى سُمِع صوت الملكة تقول بهدوئها الواثق المعهود : ” لقد اجتمعنا هنا اليوم ، للقيام بمهمّة مقدّسة ، ألا وهي إعادة الأمن و الأمان ، و الخير و السلام ، إلى ربوع مملكة سدوم . و كما لا يخفى عليكنّ فإنّ البلاد قد دبّ فيها الفساد ، و طال الظلم رقاب العباد ، فأكل القويّ الضعيف ، و تناثرتِ الحقوق كما تتناثر أوراق الخريف ، و إنّي و إن صمتْتُ برهة من الزمن فليس رضى منّي على ما يجري ، و لكنّني كنتُ أتدبّر أمري ، فأنا وحدي واليد الواحدة لا تصفّق ، و أمر المملكة مخيف و مقلق .
أمّا و قد وجدْتُ فيكنّ العزيمة والإصرار ، فإنّي أيقنْتُ أن ليل المملكة إلى اندحار . “
صفّقت الشابّات لكلام ملكتهنّ الحكيمة ، و أبديْن استحسانهنّ و موافقتهنّ . فأكملت الملكة تقول : “أمّا بعد ، فإنّ المملكة لن تقوم لها قائمة إلّا باستعادة مفاتيح الحكمة السبعة .”
اتّسعت عينا شروق دهشة و سارعت إلى القول : ” و ما هي مفاتيح الحكمة السبعة يا أمّي ؟ و من أين نأتي بها ؟”
_” صبرا يا أميرتي الصغيرة . سوف أخبرك بكلّ ما عليك معرفته .”
ثمّ أردفت عندما رأت فضول ابنتها يتزايد : ” في قديم الزمان ، كانت مملكة سدوم تعيش في أمان و سلام ، و كان حكيمها يمتلك سبعة مفاتيح ، ويزعم أنّ تلك المفاتيح السبعة هي الأسس التي تقوم عليها دعائم مملكتنا ، و كان يحتفظ بها في صندوق قد خبّأه داخل كهفه . و لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب من كهفه ، أو يحاول البحث عن الصندوق . و كان يردّد دائما : المملكة محروسة بالعدل ، و ستبقى بخير ، ما دام العدل بخير .
احفظوا مفاتيح مملكتكم ، ففيها عصا نجاتكم أو فتنتكم .”
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي