الرواية: عائدٌ إلى حيفا
الكاتب :غسان كنفاني
عرض وتذوق: أمجد فائد العبسي
تتحدث الرواية عن زوجين كانا يسكنان حيفا قبل نكبة ١٩٤٨ (سعيد و صفية)، كان لديهما طفلاً رضيع أسموه “خلدون” والذي صار اسمه فيما بعد “دوف” فقدوه في الحرب، وبعد عشرين سنة عادوا إلى منزلهم في حيفا، منزلهم كانت تسكنه “ميريام” التي تزوجت من أحد الجنود الذين قاتلوا في سيناء، وكان المنزل على ما هو، بكل ما فيه من مقتنيات، وبكل ما فيه من ذكريات.
سرعان ماتحول الشعور إلى صدمة حينما شاهدوا ابنهم (خلدون – دوف) وهو يرتدي الزيّ العسكري، وأنّه صار يهوديّاً يحمل في قلبه الكثير من الحقد، بينما أخوه خالد كان متشوقاً لأن يكون فدائيّاً ويسترد وطنه.
في الرواية جُملة تغلغلت في داخلي واستوطنت قلبي وعقلي: “الانسان قضية”.
وأنّه يجب أن ننظر إلى المستقبل، لا إلى الماضي، وأنّ للحرب ثمن كما للسلم أيضاً.
صفية الأم التي شاخت وأنهكها الانتظار على مدى عشرين سنة وهي تُفكّر بابنها، وحبست نفسها في الماضي، وما خلّفته عليها النكبة من فقدٍ ووجع.
الرواية تُعدّ فريدةً مِن نوعها، حيث أنّها تُلخّص معنى التضحية من أجل الوطن، وتُلخّص معاناة كل إنسانٍ فلسطيني تهجّر مِن منزله، من مدينته، وبلده، في حيفا، ويافا، وغيرها من مناطق فلسطين المُحتلة في نكبة ١٩٤٨م، وأنّ اليهود لا تاريخ لهم، ولا حاضر، ولا مستقبل، فالوطن يستحق مِنّا كل التضحية في سبيل نيله ومواطنيه للاستقرار الذي يأتي مع السلام.
فلسطين ليست أيّ وطن، والحق لا بد له أن يعود في يومٍ مِن الأيام إلى أصحابه، سواءً طال الزمن أو قَصُر.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي