انكسارات وآمال
أقفلُ خلفيَ غيمتينِ من ظنونٍ
وأتساءلُ :
متى يتنفَّسُ الفضاءُ من رئتي اليقينِ؟
سأطلقُ هذياني لتنعتقَ المشاعرُ
لتتجرَّدَ من المحسوسِ
سأسرحُ معَ قطيعٍ من غيوم
وأحلُّ ألْغازَ السَّماءِ
المجدولة سحائبُها بأسرارِ الرَّهْبَةِ.
انكساراتُ الآمالِ تترى
تنعقُ بغربانها بلا توقُّفٍ
أمدّ بساطا أخضر
أرقّعُ خريفًا أجردَ
لكن بئسَ الرَّجاءُ المكلومُ
ماتتْ نداوةُ الورودِ
شُنقت الحياةُ
حين أُلبسَ القضاةُ
جلدَ أفعى
فعاثوا بالدنيا الفسادَ
طائرٌ سجينُ قفصٍ
وامرأةٌ سجينةُ الحروفِ
كم هما متشابهان!
الطّائر يستسلمُ لنعيقِ القضبانِ
المرأة تستسلمُ لعذوبةِ الشّعرِ
تذوبُ بين أضلعِ القصائدِ
الطائرُ ماتَ
وجدوا في حنجرتِه بقايا غصّاتٍ
المرأةُ تقوقعتْ في صومعةٍ
تليقُ بقدسيَّة عشقِها للشّعر.
اشتاقُكِ كلمةٌ إنْ قلْتَها بعشقِ متصوِّفٍ
وغمَّسْتَ حروفَها بروحٍ بيضاءَ
ستقطعُ بذلك بحارَ الظّنونِ
فيا لصدقِها!
وهي تخرجُ من شفتيِ اللَّهفةِ
لآلئَ
لتدرِكَ بعدَها
أنَّ سرَّ الحبِّ في النَّقاءِ
وأن لا يأس مع حبٍّ أبيضَ
غير مشروطٍ بمحسوسٍ
من أغصانِ حبٍّ متكسّرةٍ
من أصداءِ صافرةِ باخرةٍ راحلةٍ
من عيونٍ شاردةٍ
تبحثُ عن ركنٍ آمنٍ
فلا تجدُ إلا الرُّكامَ
بصيصٌ من نورٍ كافٍ لتغييرِ معالمِ هذا الزَّمنِ الأغبرِ
هو ذا الأملُ أسطورةُ التّائهينَ
اليائسينَ
هو ذا نبضُ الحياةِ يُنعشُ قلوبَ الأحياءِ الشِّبهِ ميِّتين
يمدُّ حبالَه لغرقى يغوصونَ في رمالٍ متحرِّكةٍ.
سامية خليفة /لبنان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي