قراءتي في رواية “ليلة القدر” للكاتب الطاهر بن جلون.
جسدٌ هنا ، قلبٌ هناك وروحٌ تائهة في الظلمةِ.
يمضي الإنسان عمرهُ محاولاً أن يجد هوايته ،
يطوّرها، يتلذذ بهذة الهبة الإلهية.
امّا أنّ بعضهم يفني عمره محاولاً ان يجد هويّته الحقيقية “ذكرٌ هو أم انثى”،إنها لحق متاهة، صانعوها لامصطلح دقيق أجادَ وصفهم.
ليلةُ القدر عنوان يبعثُ دفء الايمان و نور الهدى في النفوس.
ليلةٌ حتى الجماد يتجسّد لقدسيتها.
إختيار الكاتب الطاهر بن جلون عنواناً لروايته، جاء لتلمُسهِ حُجة أو صُنع معجزة، ليجعل قلمه يبوح تحدّياً لولادة أو تحرير روحٍ في هذه الليلة.
بكثير من الهمسات والوشوشات النقدية لمجتمع ذكوري، ورسمِ صورة للبطلة مُرتابة،هشّة، شاهدة على فعل الموت.
مُتنكرة، تأمُّ صلاة جنازةِ والدها.(مما أثار حفيظة القرّاء والرأي العام المغربي والعربي).
حاملة وصيتَهُ”دعي جمالك يقودك”.
على الطريق الشائك الملتوي الذي رسمهُ الوالد قِيدتْ الى المجهول، خلفَ فارس عالمهُ غريب،ثم الى غابةٍ قادها مُغتصبها بتمتماته و تبجيلاته الحامدة على النِعمة الذكورية و ما خُصِصَ لها،
الى فوهة بركان من الأحداث ، نثرَ رمادهُ فأعمى البصر والبصيرة،
الى سجنٍ عفونة جدرانه مُشابهة لعفونة النفوس التي صادفتها في حياتها.
وفعل القتل الذي قلّص جدران سجنها الكبير الى غرفةٍ مُظلمةٍ
شَهِدت على جريمة الختان ادواتها شفرة مربوطة بتاء التأنيث.
لعلّ ميزان المجتمع هنا عدّل كفتيه.
وكأن المعادلة او الفكرة المطروحة:هل ذكورية المجتمع تلِد هذه السلطوية أم تأنيثهُ تُرضِعُهُ اياها؟!!
هذا المجتمع الذي هو السجن الكبير ، يتظاهر المرءُ فيه بالحياة،
جدرانهُ مدهونةٌ بالرمادي لون الغياب، نهارهُ طويل لاضوء فيه.
العتمةُ فيه تلسعُ الابدان والوجدان
أضحى فيه السواد نكهة الطمأنينة.
هذا المجتمع تُمنع نساؤه من الركض والرقص مع انوثتهن، سيلدن يوماً ما نساءً بأجنحةٍ
تُحلق فوق المعاناة والنفاق والعماء.
الطاهر بن جلون فاض قلمهُ بلاغةً و اوصاف، عاينَ الهدف وأصاب.
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي