
لماذا أتيتَ؟
لتُزيّنَ سفوحاً من رُكامِ خيباتي؟
أم تَعبَثُ بقلبي المَسكون بفوضى المعصية؟
لماذا أتيتَ؟
لتسألني أيُّ الأوجاع تُشبهني؟
وأيُّ جمرةٍ من النار تُناسبُ قبضةَ يديّ المُكبلتينِ؟
لماذا أنتَ وحدك؟
تُشَردُني بين حروفِ القصيدةِ بلا هوادة،
وتُقطِّعُ كلماتِها بخناجرٍ من الوردِ
تَبتُرُ أوصالَ حُلمٍ … كنتُ،
أقتاتُ منه خُبزًا وهواءً وشيئًا من الحنينِ
كلما دنَوتُ منكَ،
يُشاكسني شَفقُكَ بألوانِ العذابِ
يَستوطِنُ الجُرحُ موطنَ فؤادي
ويستحيي الجَفنُ من رجاءِ دموعي
وفي أعقاب مَدّك وجزركَ الجائر…
أعودُ من عِندكَ فارغةً من كلِّ شيئٍ إلا أنت!
تُجّرِّدني الهواجسُ وتختفي في شفاهي الضحكاتُ
أُعاتبُ شوقًا ..ينمو في كرومك عنقودًا عنقودًا
يُخلق في أحشائي جنينَ أُمنيةٍ من جديد!
أجهَضتَهُ مِراراً بحُبّكَ المُنتهي الصلاحيةِ
يا أيُها السائرُ بين تفاصيلِ قصيدتي
التي أبتْ إلا أن تدفعَ في مَهرِ حروفكَ
أبهظَ الأثمانِ .. وأطولَ الأوقاتِ
لماذا أتيتَ؟
ـــــــــــــــــــــــ
د. ساکار بهاء الدین
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي