
…
كيف يمكن أن نغفل عن أشياء كثيرة قد تكون بمثابة السعادة!؟ وترانا نبحث هنا وهناك في كلّ زاوية وبقعة عن السعادة… إنّه لغريب أن لا نرى ضوءَ الفجرِ الذي ينسابُ بينَ أغصانِ اليقظةِ قَبْلَ اكتمالِ الصباحِ،
أو ندوةَ النّجومِ على زجاجِ الرّوحِ حينَ تُحدّثُنا الأرضُ بلغةِ الصّمتِ،
أو عبيرَ زهرةٍ بريّةٍ تُطلُّ من شقوقِ الجدارِ، تُذكّرنا أنَّ الجمالَ وُلدَ حرًّا.
هذهِ الهباتُ ليستْ ضائعةً… بل نحنُ الضائعونَ في زحامِ البحثِ عن بَرّاقِ الأمورِ،
حتى تُغادرَنا إلى عالمِ الغيابِ، فَنُدركُ أنَّها كانتْ حُجُبًا رقيقةً بيننا وبينَ جراحِ الوجودِ.
السماءُ تمنحُنا كلَّ يومٍ منحةً: غيمةً تُظلّلُ أسئلتَنا،
ونهرًا يغسلُ ذاكرةَ الحجارةِ،
وطيورًا تُعلّمُنا أنَّ الخُطوةَ الأولى في الطيرانِ هي أنْ نثقَ بأنّ الأجنحةَ وُجدتْ معنا،
لكنّنا نُغمضُ أعينَ السّماءِ في أعماقِنا… حتى إذا احترقَ القلبُ تذكّرَ أنَّ النّورَ كانْ يُناديهِ منذُ البدءِ!
فلا تنتظرْ حتى تصيرَ الأشياءُ ذكرياتٍ…
العالمُ يقدّمُ لكَ الآنَ قبسًا من جمالِهِ المجهولِ
وردةً تزهرُ في يدِ طفلٍ،
ومطرًا يُعيدُ كتابةَ أحزانِ الأرضِ بأحرفٍ من نورٍ،
وصمتًا يُشبهُ رسالةَ حبٍّ كتبها اللهُ على جبينِ الكونِ، ولمْ نَفكّكْ رموزَها إلّا حينَ نُغمضُ عيونَ الحُزنِ!”
لور عبد الخالق الأعور/ لبنان 🇱🇧
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي