“الصبر” في رحاب الشهر الفضيل
الصبر قيمة أخلاقية سامية، وهو ركن من أركان الإيمان يتصف به كل مؤمن حليم، موقن بوجود الله وقدرته. فهو القدرة على التحكم بالنفس وضبط المشاعر أمام الصعوبات والتحديات، والثبات عند المحن دون انهيار أو فقدان للثقة بالله وبالنفس.
للصبر أغصان كثيرة متشابكة، تتجلى في مختلف جوانب الحياة، ولا يقتصر الصبر في شهر رمضان على الجوع والعطش فقط، بل يشمل الصبر على الآخرين، والتحلي بالحلم وسعة الصدر، وتجنب الاستفزاز والغضب من أمور لا تستحق. كما يمتد ليشمل الصبر على الألم، والتسامح، والرأفة بمن حولنا، وأداء العبادات والواجبات الدينية والحياتية برضا واطمئنان.
الصبر أيضًا هو الثبات عند الشدائد، والرضا بقضاء الله، سواء في ضيق الحال أو في المصائب والفقد، مصداقًا لقوله تعالى:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة155)
“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(البقرة 156)
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ، وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (البقرة157).
إن الصبر يفتح أبواب الألفة والمحبة، ويعزز أواصر التواصل بين الناس، خاصة في هذا الشهر الفضيل. فمن خلاله نقي أنفسنا من عواقب التسرع في ردود الأفعال أو اتخاذ قرارات متسرعة قد نندم عليها لاحقًا.
فالصبر نور يضيء القلب، وطريق إلى الطمأنينة والسلام الداخلي، وسراج يبدد ظلمة المحن، وشعلة تنير الفكر، وسبيل للتقرب من الله سبحانه وتعالى.
ليلى بيز المشغرية…

خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي