مرارة الفقد
كيف لجبل من الحب أن ينهار ؟ كيف لقلب عائم بالحنان أن يقف ؟ هل بهذه السهولة يختفي عزيز ؟
ما تخيّلت أنّني سأتذوّق شراب الفقد ،و أنا التي كنت اتلو أدعية تحصّن عائلتي ،أهلي و أحبائي.
زارني و كان ضيفاً ثقيلاً و أخذ معه عمي الذي كان بمقام أبي ، رأيته قبل أيام معدودة بالقرب من بيته الذي ترعرعنا فيه وحيث كانت حصّتي من الدلال كبيرة ،غمرني كعادته و كانت كلماته التي فهمتُ ما قصده مؤخراً توحي بالوداع و توصياته التي ما زلتُ حتى الآن أسمعها ، تمنّى عليَّ أن أصعد الى بيتهِ لكن لسوء حظّي لم أحظَ بلقاء طويل . ما علمت أن الليالي ستمر بهذه الصعوبة و الدموع ستنهمر فور رؤية صوره فحديثي عنه سقاني مرارة الفقد .
علمني الفراق أنّ القرابة لا تقتصر على الدم فقط فهي مشاعر حقيقية نابعة من القلب ،و أن الأصدقاء في الشدة هم الذين يستحقون البقاء و أن الوفاء لا يتحلى به سوى أصحاب الأصل و أن من يقف معك في ظروفك الصعبة هو الأحق بمحبتك و أن الناس مهما علا شأنها عند البشر يبقى ميزان الله حكم النهاية و الأعدل .
هنيئاً لك ، و هنيئاً لنا جميعاً خاتمتك و سيرتك الحسنة يا صاحب الحق و القلب السموح ، اشتقت إليك و سأشتاقك أكثر رحمك الله يا غالي .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي