لوحة ثمن الحريّة للفنّانة التّشكيليّة المغربية ربيعة القدميري
ما تمر به غزة وفلسطين أوحى للكثيرين من الفنانين والفنانات بالوطن العربي بالمشاركة والتفاعل، هو دور لا يقلّ أهمية عن دور الكلمة وكلاهما مساند لحركات التحرّر ولا يقل أهمية في تشكيل الوعي لدى الجماهير في الحرب الدائرة.
من هنا، جاءت لوحة الفنّانة المغربية ربيعة القدميري (ثمن الحرية) تعبيرًا عمَّا يدور وتقدمه فلسطين،أرضًا وشعبًا.
قديما قال شوقي
في الحرية: “وللحرية الحمراء باب
بكل يد مدرجة يدق”
والصورة توحي بالكثير من الخراب والدمار الذي أحدثته الآلة العسكرية الجبارة التي لا تعرف الرحمة، رغم هذا كله يظلّ مسجد قبة الصخرة واقفًا، شامخًا.
ومن الصور أيضًا، أن مسجد قبة الصخرة أعلا شي وأوضح شي في إشارة إلى العلو والسمو، ومن الصور منازل تحترق وأشجار مسودة.
قذائف تُلقى على الأرض لقتل البشر وتفتت الحجر ويد تخرج من تحت الأنقاض كيدٍ من خلال الموج مُدت لغريق كما يقول إبراهيم ناجي، والصحيح هنا أنّها من خلال الموت لكن لا مغيث، تطلب الحياة وليس ثمة حياة،.
نار ودمار والطفل يقف من على أعلى منزله ينظر إلى الخراب والدمار الذي لحق بمنزله وكأنه يقول:
“ماذا فعلت وما ذنبي؟!
والمساجد الكنائس بالصورة إشارة إلى عدم التفريق في القتل بين الجميع مسلم ومسيحي والدم الذي يملأ المكان في إشارة إلى توقف الحياة والخطر والإنذار قبل فوات الأوان واللّوحة تعبر عن مدى الخراب الذي اصاب الطبيعة والمكان والإنسان، وفهم طبيعة الصراع وأن هذا الكيان الغاصب يريد أن يمحو فلسطين وأن يحوّل المنطقة إلى خراب، إلى دمار لكن، هيهات هيهات له ذلك، إن ما يحدث ما هو إلاّ ثمنًا للحرية.
إنّ المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة سيظلان باقيان بقاء الدهر
يرددان مع فدوى طوقان :
حريتي!
حريتي!
حريتي!
صوتٌ أرددهُ بملء فم الغضبِ
تحت الرصاص وفي اللهبِ
وأظلُ رغم القيد أعدو خلفها
وأظلُ رغم الليل أقفو خطوها
وأظلُ محمولاً على مدّ الغضب
وأنا أناضل داعياً حريتي!
حريتي!
حريتي!
ويردد النهر المقدس والجسورْ
حريتي!
والضفتان ترددان: حريتي!
ومعابر الريح الغضوب
والرعد والإعصار والأمطار في وطني
ترددها معي:
حريتي! حريتي! حريتي!
سأظل أحفر اسمها وأنا أناضل
في الأرضِ في الجدرانِ في الأبوابِ في شُرَف المنازل
في هيكل العذراء في المحراب في طرق المزارع
في كل مرتفعٍ ومنحدر ومنعطف وشارع
في السجن في زنزانة التعذيب في عود المشانق
رغم السلاسل رغم نسف الدور رغم لظى الحرائق
سأظل أحفر اسمها حتى أراه
يمتد في وطني ويكبرْ
ويظل يكبرْ
ويظل يكبرْ
حتى يغطي كل شبر في ثراهْ
حتى أرى الحرية الحمراء تفتح كل بابْ
والليل يهرب والضياء يَدكُّ أعمدة الضبابْ
حريتي!
حريتي!
ويردد النهر المقدس والجسورْ:
حريتي!
والضفتان ترددان: حريتي!
ومعابر الريح الغضوب
والرعد والإعصار والأمطار في وطني
ترددها معي:
حريتي حريتي حريتي.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي